البيان الختامي للدورة الثالثة لملتقى النساء في السياسة بالمنطقة العربية
2 فبراير 2020
عقد ملتقى النساء بالمنطقة العربية دورته الثالثة بمدينة بيروت / لبنان خلال الفترة من 22- 25 يناير / كانون الثاني 2020، في توقيت تمر العديد من دول المنطقة العربية بالعديد من التحولات على المستوى السياسي ما بين حراكاً شعبياً واسعاً في الجزائر والسودان أفضت إلى الإطاحة برأس السلطة بجانب استمرار الحراك الشعبي في العراق ولبنان في ظل موجة ثانية من موجات الحراك الشعبي، وتأزم الأوضاع السياسية في داخل دول الصراع والنزاع بالمنطقة (اليمن – سوريا- ليبيا) بدخول فاعلين إقليميين ودوليين لتصعيد الصراع بدول الأزمات وهو ما انعكس سلبياً على مجمل الأوضاع السياسية بدول المنطقة.
تلك التطورات المتصاعدة بالمنطقة أضافت تهديدات جديدة إلى وضع النساء بدول المنطقة مما جعل من الدورة الثالثة لملتقى النساء بالمنطقة ذات أهمية من حيث مناقشة مجمل تلك الأوضاع والتطورات السياسية والأمنية في المنطقة وتأثيراتها على أوضاع النساء من ناحية وآليات التفاعل والمشاركة النسوية في عملية بناء السلام وإنهاء النزاع المسلح.
ومن ثم ناقشت عضوات الملتقى العديد من النقاط منها أوضاع النساء في ظل الصراع القائم بدول (اليمن- سوريا – ليبيا)، وأوضاع النساء في ظل الحراك القائم في كل من (الجزائر – لبنان- السودان – العراق)، وتأثير النزاع المسلح على النساء وقضاياهن، إضافة إلى مناقشة دور الحركة النسوية تجاه النساء اللاجئات والأطفال من دول الصراع (سوريا- اليمن- ليبيا)، وكيفية عمل الملتقى والاشتباك مع القرار 1325 وقرارات مجلس الأمن السبع التابعة له في كيفية التعامل ومساندة النساء في حالات الصراع والنزاع، ورؤية النسويات التونسيات في وضع سياسات بعد الانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية كافة قضايا النساء في تونس، وضرورة تفعيل دور الحركة النسوية تجاه النساء في دول المنطقة العربية سواء بدول الحراك الوطني أو الصراع والنزاع المسلح من خلال وضع مبادئ عامة للتضامن والعمل على دعم النساء في قضاياهن . ودور النساء في عملية إنهاء الصراع وبناء السلام وآليات بناء القيادات النسائية والنسوية للمشاركة في مفاوضات السلام وصنع القرار.
وقد أسفر النقاش على تحديد بعض نقاط على النحو التالي:
- استمرار تردي الأوضاع حول الممارسات الأبوية للسلطات الحاكمة في دول المنطقة العربية من خلال التضييق الأمني والاعتقال والمنع من السفر وممارسة العنف السياسي تجاه الناشطات النسويات والنسائيات داخل العديد من دول المنطقة العربية كما يحدث في مصر والسعودية وغيرها من الانتهاكات تجاه المدافعات والناشطات السياسيات النسويات المنخرطات في العمل العام بدولهن العربية. ويوجه الملتقى التحية والتضامن للمعتقلات داخل السجون السعودية ومنهن عضوة الملتقى لجين الهذلول ومزن حسن عضوة الملتقى بمصر الممنوعة من السفر.
- تنامي العنف ضد النساء في مناطق الصراع والأزمات من حيث استمرار استخدام كافة أشكال العنف والانتهاكات في ظل النزاع المسلح.
- العمل على التشبيك مع القضايا السياسية بالمنطقة من منظور نسوي.
- العمل على تدريب الكوادر النسائية في دول الصراع والأزمات على الاشتباك في عملية حل الصراعات والأزمات والتحول الديمقراطي.
- وضع أجندة حول أشكال الاشتباك السياسي للكوادر النسائية في دول الصراع والأزمات بخلق شبكة مع البيئة المحلية لفتح حوار مجتمعي.
- تدريب على نماذج مشابهة خاصة بعملية التمكين النسائي في دول الأزمات والصراعات حول بناء السلام.
- العمل على ملف اللاجئات والنازحات بالمنطقة العربية من حيث الرصد والمتابعة لوضع اللاجئات والتحديات التي تواجهن بجانب وضع أجندة عملية لآليات التأهيل والدمج لهن.
ولا يسع الملتقى في ختام اجتماعه السنوي إلا تقديم التحية والإجلال والتضامن لكل النساء المناضلات في تلك المنطقة واللاتي كن ولازلن في قلب كل حراك شعبي ونضال من أجل تحقيق قيم الديمقراطية والعدل والمساواة وفي قلبهن نسويات تلك المنطقة اللاتي يدفعن من عمرهن وأمنهن يومياً للاستمرار في دورهن وتحقيق العدالة والمساواة لتلك المنطقة.